سيبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سن الـ73 هذا الأسبوع، وإذا أعيد انتخابه، ستكون سنه قريبة من الـ80 لدى مغادرته الرئاسة. هذا بينما يبلغ الآن كلٌّ من السيناتور بيرني ساندرز (المستقل عن ولاية فيرمونت) 77 عاماً، ونائب الرئيس السابق جو بايدن 76 عاماً. واللافت أنه عندما يثار موضوع «قابلية الانتخاب»، فإنه كثيراً ما يكون ذلك على أساس أن أي رجل أبيض يواجه عقبات أقل مقارنةً بامرأة أو رجل غير أبيض. لكن ماذا عن الرجال المتقدمين في السن؟
أحدث استطلاع رأي لـ«رويترز- إيبسوس» وجد أن «48% من الكبار في الولايات المتحدة يقولون إنه من المستبعد جداً أن يدعموا شخصاً للبيت الأبيض تتجاوز سنه الـ70». وهنا أتساءل: كم سيكون ذاك الرقم مرتفعاً لو أن السؤال كان حول الأشخاص الذين تتجاوز سنهم الـ75؟
بيد أن التفضيل لا يعني إقصاء مرشح؛ إذ يشير منظمو استطلاع الرأي إلى أن هذا لا يعني أنهم سيرفضون مرشحين أكبر سناً، وإنما أنه ستكون ثمة عقبة ينبغي للمرشح التغلب عليها.
وهناك مرشحون آخرون اضطروا لمواجهة مشاكل السن في العقود الأخيرة، والرئيس رونالد ريغن فعل ذلك بنجاح. وقد أُطلقت إشاعات ضد السيناتور الجمهوري جون ماكين في حينه، وكذلك هيلاري كلينتون، أثارت موضوع الصحة كمشكلة، وهي طريقة غير مباشرة للتشكيك في اللياقة البدنية.
وفي ما يلي بعض العوامل التي ينبغي استحضارها.
أولاً: هناك أشخاص يبلغون الـ70 عاماً يتمتعون باللياقة البدنية، وهناك أشخاص يبلغون السبعين تعوزهم اللياقة البدنية ويعانون من الضعف والمرض. ومن اللافت أن وسائل الإعلام التي تقتات على مشاكل «قابلية الانتخاب» بالنسبة للنساء تخصص القليل من الوقت لتقييم سن ترامب ولياقته البدنية، وهو الذي يعتمد على عربة الغولف للتنقل عبر مسالك الملعب. وبالمقابل، يقوم ساندر بقطع الخشب، ويحافظ على بنية جسدية صحية بفضل حميته الغذائية. ومن جانبه، يبعث بايدن بنظاراته الشمسية (إضافة إلى تشجيعه للتمارين الرياضية خلال إدارة أوباما)، بصورة شخص يتمتع بالنشاط والحيوية. وبالتالي، فقبل الإدلاء بالأصوات الأولى على الجانب الديمقراطي، ربما يجدر بالمرشحين الإفراج عن سجلاتهم الصحية، كما ينبغي للصحافة أن تطالب بكامل سجلات ترامب الطبية، وليس برسالة منمقة من طبيب متملق فقط.
ثانياً: إن ثلاثة من الرؤساء الديمقراطيين المنتخَبين الأربعة السابقين بدؤوا فتراتهم الرئاسية تحت سن الخمسين، وربما يُبرز هذا قوة أصوات الشباب الذين يشكلون مجموعة ديمقراطية، وإن كانت ذات مشاركة أقل مقارنة بالناخبين الأكبر سناً. وبالتالي، يمكن القول إنك إذا حمّست الناخبين الشباب وعبّأتهم، فإن مرشحاً ديمقراطياً سيحقق نتيجة جيدة. غير أنه من المفيد أن تترشح ضد الحزب الذي لديه مرشح منتهية ولايته أكبر سناً (فكينيدي أعقب آيزنهاور، وكلينتون نحّى بوش الأب) أو ضد خصم أكبر سناً (أوباما تفوق على ماكين).
ثالثاً: وجد «مركز بيو للأبحاث» أن الديمقراطيين «يفضلون شخصاً في الأربعينيات إلى الستينيات، حيث قال 47% إن السن الأفضل للرئيس هو الخمسينيات». وهناك مجموعة من المرشحين في هذه الفئة العمرية (مثل حاكم ولاية مونتانا ستيف بولوك، والسيناتورات كوري بوكر، وكمالا هاريس، ومايكل بينيت، وكريستن جيليبراند). غير أن تفضيل مرشح فقط بسبب سنه ليس شائعاً. وضمن هذه الفئة العمرية، تبدو هاريس المرشحة التنافسية الوحيدة حالياً. فهل يمكن أن يكون السن عاملاً إذا انحصر التنافس، مثلاً، بين هاريس وبايدن؟ بكل تأكيد، وخاصة إذا اتبعت هاريس نموذج بيل كلينتون وشددت على أهمية وجه جديد. وبهذا المعنى، قد تبدو هاريس، وهي امرأة أميركية أفريقية، أكثر قابلية للانتخاب من بايدن، وخاصة في مواجهة المرشح المنتهية ولايته.
*محللة سياسية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»